تفاوت العقوبات الإعلامية- مطالبة بالعدالة والمساواة في الرقابة

المؤلف: أحمد الشمراني10.29.2025
تفاوت العقوبات الإعلامية- مطالبة بالعدالة والمساواة في الرقابة

في عالم الإعلام، نؤمن إيمانا راسخا بضرورة وجود عقوبات رادعة لأي إعلامي يتجاوز الحدود المهنية والأخلاقية المتاحة له. ومع ذلك، يزعجني بشدة التباين والاختلاف في هذه العقوبات من إعلامي إلى آخر، وهو أمر لا يمكن تجاهله أو التغاضي عنه. لقد شهدنا إيقاف العديد من البرامج التلفزيونية والإذاعية، وتعرض العديد من الإعلاميين للإيقاف عن العمل، بالإضافة إلى فرض غرامات مالية عليهم، وهذا أمر لا نملك عليه أي اعتراض. ولكن، يكمن الاعتراض الجوهري في عدم المساواة في تطبيق العقوبات، حيث نرى تفاوتا واضحا بين إعلامي وآخر، وقناة تلفزيونية وأخرى، وناد رياضي وآخر، وبرنامج تلفزيوني وآخر. والأمثلة والأدلة على هذا التفاوت كثيرة ولا حصر لها. لقد تعرض النادي الأهلي لإساءات بالغة في العديد من البرامج التلفزيونية، ولكن هذه الإساءات مرت بسلام على أصحابها، ولم يتم اتخاذ أي إجراءات رادعة بحقهم. في المقابل، عندما يطلق أحد الإعلاميين كلمة عابرة تجاه أندية أخرى، تتحرك فورا آلة التحقيقات والاستدعاءات، وهذا أمر جيد ولا مشاحة فيه، فنحن مع معاقبة كل من يتجاوز حدوده، ولكننا نطالب فقط بتطبيق العدالة على الجميع، وأن تكون "الموس على كل الروس" دون استثناء. وهنا، أوجه خطابي إلى الجهات المخولة بمعاقبة أو إيقاف أي إعلامي، بأن تراعي هذا الأمر، وأن توسع دائرة الرقابة لتشمل الجميع دون استثناء. ففي الواقع، هناك أطروحات وتصريحات تجاوزت حتى الخطوط الحمراء من قبل بعض الزملاء الإعلاميين، ولم تطالهم أي عقوبة، وهذا في نظري ليس عدلا على الإطلاق. فتشوا ونقبوا في موقع كاشف الأسرار "تويتر"، وستجدون تجاوزات لا يمكن أن يرضى بها أي شخص عاقل ومنصف. أشعر بحزن عميق عندما يتم إيقاف أي زميل إعلامي أو معاقبته، ولكنني أتألم أكثر عندما يتم تمرير إساءات بعض الزملاء الآخرين لسبب أو لآخر، وكأنهم فوق القانون. أما بالنسبة لإغلاق البرامج التلفزيونية أمام إعلاميين معينين وفتحها لآخرين، فهذا موضوع آخر سأتحدث عنه وعن المتضررين منه بكل شفافية ووضوح، فنحن نعيش في زمن الوضوح والشفافية. فكيف لنا أن نصمت والأمر مرتبط بزملاء مهنة لنا، يعز علينا أن يتم تغييبهم عن مقاعد هم أساتذتها، وتمنح هذه المقاعد لغيرهم إما بسطوة ناد، أو توجهات مذيع، أو رئيس تحرير برنامج، أو غير ذلك من الأسباب. برامجنا التلفزيونية والإذاعية كثيرة جدا، وقنواتنا الفضائية لا تعد ولا تحصى، ولكن للأسف الشديد، هناك برامج باتت حكرا على أسماء معينة وألوان معينة، دون أن نعرف من الذي رسم هذه السياسة التي ينبغي أن يعاد النظر فيها، لكي تستوعب الجميع دون استثناء أو تهميش. وحينما أتحدث اليوم عن هم أنا جزء منه، فغدا ربما يتحدث غيري بصوت أعلى عن هذه السياسة التي أقصت الكثيرين وركزت على القلة، وهذا لا يرضي قيادتنا الإعلامية الرشيدة التي تعمل جنبا إلى جنب مع وزارة الرياضة على إيصال كل الأصوات بكل حياد وموضوعية. اتحاد الإعلام الرياضي الذي يغمز ويلمز حوله بعض المتنمرين، لا علاقة له بهذا الأمر إطلاقا، فدوره أكبر بكثير من أن يقول خذوا فلانا وأبعدوا فلانا، كما يدعي بعض الذين يشوهون صورته. ولهذا، أتمنى مع إطلالة موسمنا الكروي الجديد أن يعاد النظر بشكل جدي في المحاصصة الإعلامية في البرامج التلفزيونية والإذاعية، والاعتماد على الأجدر والأكفأ وليس على قاعدة "من تشجع"، وهي القاعدة السائدة اليوم للأسف الشديد. أخيرا: هذا قليل من كثير، والبقية نحتفظ بها إلى وقت آخر. ومضة: لو كانت للنوايا أصوات، لفضحت البشر وكشفت المستور.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة